ونتيجة هذا الانسحاب الكبير أصبحت سلسلة لبنان الشرقية من جرد القاع حتى مدينة عرسال معقلا لآلاف المسلحين الذين ينتمي معظمهم لجبهة النصرة وهذا الوضع ينطبق على القرى والبلدات السورية في الجانب السوري من الجبال من البريج في ريف القصير حتى رنكوس في القلمون الدمشقي.
وقد أنشأ المسلحون في الجهة اللبنانية معسكرات تدريب ومستشفيات ميدانية وشقوا طرقات عسكرية في أعالي الجبال وحصلوا على عشرات السيارات الحديثة جميعها رباعية الدفع تؤمن لهم التنقل بين مواقعهم العسكرية طول المسافة الممتدة من عرسال الى الجرود المواجهة لسهل القاع على الجانب اللبناني، وحصلوا على أسلحة جديدة وذخائر مصدرها عرسال والقرى السورية المقابلة في القلمون الدمشقي الأوسط. وتفيد مراجع مختصة انهم أعادوا بناء شبكات تهريب للسلاح من الداخل اللبناني جميعها تمر عبر عرسال وإن كان بصعوبة كبيرة وتقتصر الأسلحة التي يتمكنون من نقلها وتهريبها على الرشاشات الخفيفة وذخائرها وعلى مواد تستخدم في صناعة الأحزمة الناسفة .
ويمتلك هؤلاء أيضا رشاشات مضادة للطائرات من عيار (14.5) ومدافع هاون وأنشأوا في جرود عرسال معملا لصناعة مدافع الهاون ويتزودون من القرى السورية بالقطع اللازمة لمخارطهم هذه فضلا عن القذائف والمواد المتفجرة و بدأوا بحفر عشرات الأنفاق للاحتماء من القصف وأنفاق أخرى للتسلل والانسحاب. وهم يستخدمون آلات حفر عملاقة وحديثة متوفرة بكثرة في مدينة عرسال التي تتميز بمقالعها الصخرية التي يعمل بها الكثير من ابناء البلدة وعائلاتها منذ عشرات السنين.
كما أنشأ المسلحون الهاربون من القصير مشفى ميدانيا كبيرا في جرود مدينة عرسال يرأسه (قاسم الزين) وهو الطبيب الذي كان يرأس المشفى الميداني الأساس في مدينة القصير ويقدر عدد المسلحين في الطرف السوري للسلسلة الشرقية بثلاثين الف مسلح.
الحدث نيوز ـ نضال حماده