الوعي أم العلم ، أيهما الأهم للمجتمعات و الأوطان
أحببت كتابة بعض السطور عن الوعي لأهميته في حياتنا ، أنا إبن الستين عام درست في الجامعة ، ثم ذهبت للدراسة في الحوزة الدينية ، ولي مع الكتب منذ صغري علاقة قوية وباع طويل ، فقد قرأت مكتبة كاملة متنوعة المواضيع ، قبل أن أبلغ سن العشرين ، وعملت بالشأن العام في شتى المجالات (سياسي ، إداري ، ثقافي ، إعلامي ، تنظيمي) ، بعد هذه التجربة الشخصية الطويلة الشاقة ، توصلت إلى نتيجة هامة مفادها إن إكتساب العلم شيء ، والوعي شيء آخر تماماً ، في الحقيقة الوعي أهم بكثير من تحصيل العلم.
تأملت كثيراً و جيداً فوجدت أن الكثيرين من حملة الشهادات العليا ، غير واعيين وبالمقابل وجدت أناساً أخذوا من العلم القليل ، ومع ذلك عندهم وعي كبير ، لا شك أن الوعي مع العلم إن إجتمعا معاً ، أفضل للمجتمع
و لخدمة الناس و بناء الأوطان .
إن العلم من دون وعي يضر ولا يفيد أبداً ، لو أحصينا عدد حاملي الشهادات العليا في عالمنا العربي ، لوجدناهم بمئات الألوف ، وهؤلاء معظمهم رغم معاناتهم ومعاناة الأمة ، يعملون لصالح الطبقات الفاسدة الحاكمة ومصالح الأجانب الإستعماريين ، أين دور العلم والشهادات التي يحملونها في مكافحة الفساد و مقاومة المستعمر ؟!، هؤلاء ماذا أفادوا الأمة ؟ ، وما عملوه من إنجازات لأوطانهم التي تعاني من الظلم و الإستبداد و الفساد؟ !! ، إذا ما فتحنا نقاشات موضوعية ، مع هؤلاء حاملي الشهادات العليا لوجدناهم بالظاهر أحرص منا على مصالح الناس والمجتمع ، قد يكونوا حقاً أصحاب نوايا حسنة ، لكن عدم وعيهم ودركهم لحقيقة وجوهر المخاطر و المشاكل ، التي تعاني منها مجتمعاتهم وأوطانهم ، جعلهم من حيث لا يدرون و لا يعلمون في خدمة المشاريع المشبوهة الفاسدة و الضارة ، قد تكون مصالحهم الشخصية السبب ، لبنان مثلاً عندما نستمع إلى ما يسمون و يعرف عنهم بالنخب ، يعجبك كلامهم كثيراً ، لكن دون أية جدوى والسبب ما أشرنا إليه سابقاً ، لذا أنا شخصياً أعتقد أن أهم و اجب وجداني و أخلاقي ، يترتب علينا اليوم هو بث الوعي في النفوس ، مع توضيح الفرق الشاسع بين تكديس مختلف العلوم في الأدمغة ، وبين الوعي الذي يوجه بوصلتنا
نحو جادة الحق و الصواب .
” الشيخ خضر نور الدين “
الشيخ خضر نور الدين ( عضو المجلس المركزي / حزب الله ).
الشيخ خضر نور الدين : “الوعي يوجه بوصلتنا ، نحو جادة الحق و الصواب”.
الشيخ خضر نور الدين : “أنا شخصياً أعتقد أن أهم و اجب وجداني و أخلاقي ، يترتب علينا اليوم هو بث الوعي في النفوس”.