كتب حنا صالح في ” الشرق الاوسط”: عندما قال المشرّع إن الاستشارات النيابية التي يجريها الرئيس ملزمة، قال في الواقع إن النواب ينتخبون مرشحاً يكلف تأليف الحكومة. وعندما قرر أن الرئيس المكلف يجري استشارات نيابية غير ملزمة، كان يقول إن مجلس النواب الذي كلّف، إما يجيز التأليف ويمنح الثقة وإما يسقط المكلف وحكومته. وبالتالي كان المشرّع واضحاً في عدم منح رئيس البلاد الحق بحجز الاستشارات واكتشاف الأسرار النيابية والأهواء والتأليف، لأن تأليف الحكومة حق للمكلف برئاستها وواجبه. وعندما لم يلزم المشرّع الرئيس المكلف بوقت للتأليف، أراد عدم وضعه تحت الضغط، منطلقاً من ضرورة وجود حسن النية والتعاون في إدارة الشأن العام، وأن مصلحة الرئيس المكلف تكمن في الإسراع بمهمته لأن يصبح رئيساً لحكومة تحكم وليس مكلفاً!
لأن الدستور معلق، تفجرت الصراعات والمطالبة بالحصص، والتناتش مفتوح اليوم ويغطي دور طهران في استرهان البلد والحكومة، وما من جهة عابئة بالانهيار وتداعياته! حولوا البلد إلى جحيم واستمروا على كراسيهم رغم تفجير بيروت الهيولي وما أسفر عنه من إبادة جماعية و(تروما) ستعيش طويلاً في ذاكرة الناس! وحده الدستور بديل المحاصصة وبديل البدع وبديل الاجتهادات في برلمانات افتقرت لوجود مشرع عاقل محترم…
المصدر:
الشرق الأوسط