نعم مجرمان متلبّسان بالجرم المشهود أمام شعب لبنان وشعوب العالم …
مجرمان خطيران لا شفاعة لكما بين العرب والعجم ، لأنّكما صادقان ، ويْحكما ، من يصُدق بعد في هذا العالم؟ ألا تخجلا؟
مجرمان لأنّكما نظيفيْ الكفّ لم تلوّثا أياديكما بصفقات الخزي والعار ، بل رغماً عن الكلّ شبكتما العزم لطرد معاقل الكره والحقد بين الشياح وعين الرمّانة لتعمّما الشراكة والمحبّة في كلّ نفس تخفق على مساحة لبنان والإغتراب …
مجرمان لا عفوٌ عام ولا خاصّ في ذمّتيكما ، ولا أحكام في سجلّكما تجعلكما تطأطآ الرأس والجبين لأيّ حاكم أو شيخ محليّ كان أم هجين …
مجرمان أصوليّان في قول الحقيقة والنطق بالحقّ ، ولستما مثلُ من يتلطّى بالحليب وهو وحش كاسر لا يُضمر سوى الشرّ وأكل قلوب البشر في سبيل جهاد وهميّ لم يأمر به الله ولا فيه يستهين …
مجرمان سارقان ، سرقتما عقول الناس قبل قلوبهم ، سرقة موصوفة هي فيها كسر باطل المنافقين وخلع العمالة عمّن يتبجّجون بالوطنيّة وهم منها براء …
مجرمان مقاومان جمعكما حبّ الوطن والاستشهاد ذوداً عن ترابه ، مرمغتما جبينيْكما بأرز الربّ الخالد فكان نصر رجال الله في الميدان وعزّة الجيش وشرفه يوم كانت الهزيمة والذلّ للمتخاذلين والعرب عنوان…
مجرمان شريفان لأنّكما لم ترتكبا المجازر ولم تتباهيا ، ولستما مثلُ من ذبح الأطفال وارتكب المعصيات وبدل أن يستحي ويختفي ويستتر ، ضاقت به المنابر وهو ذليلٌ منكسر …
مجرمان منبوذان من ملوك وحكّام تعوّدوا إخافة الناس بالفتاوى علّهم يجبروهم على التكبير لهم وقرع الأجراس عندما يحضرون ، لكنّهم مكروهون ، وليسوا مثلكما عندما تطّلان تهتف لكما القلوب وتنحني الرؤوس احتراماً وإجلالاً لتاريخكما وحاضركما وتصفقّ لكما لأنّها تعرف ماذا يعني المستقبل في فكركما ..
يا أيّها المجرمان ، ميشال عون وحسن نصرالله ، سنصدر الأحكام بحقّكما ، وليشهد التاريخ أنّكما أوّل من أجرم في حبّ الناس وأُصدِرَت العقوبة بإطالة عمركما ، فنحن شعب قرّرنا أن تعيشا حاضره كي تستطيع أجياله القادمة أن تهنأ بغدٍ ملؤه تاريخكما ، عنوانه أصالتكما وشرفكما ، ونبراسه صدقكما وشهادتكما للحقّ، فدماء كربلاء تعانقت ودماء الجلجلة ولا بدّ للقيامة أن تُزهر بعون الله ونصره …